وفد الإصلاح في زيارة وزير الداخلية والبلديات

جامعة طرابلس تحتفل بختام العام الجامعي الأربعين وتخريج دفعات من كلياتها وتمنح الدكتوراه الفخرية لمعالي الأستاذ عمر مسقاوي

تلبية لدعوة مجلس أمناء جامعة طرابلس، أقامت جامعة طرابلس بعد عصر يوم السبت بتاريخ 14 صفر 1444 هـ، الموافق له 10 / 9 / 2022 احتفالها السنوي بختام العام الجامعي الأربعين وتخريج دفعات من كليات الشريعة والدراسات الإسلامية وكلية إدارة الأعمال، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية التربية، ومنح شهادة الدكتورة الفخرية في الشريعة والقانون لمعالي الأستاذ عمر مسقاوي.

حضر الاحتفال في مقر الجامعة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلا بمعالي وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الرئيس سعد الحريري ممثلاً بالأستاذ ناصر عدرة، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بأمين الفتوى في لبنان سماحة الشيخ أمين الكردي، وسماحة مفتى طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ممثلا بعضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ أمير رعد، معالي اللواء أشرف ريفي ممثلا بالأستاذ محمد كمال زيادة، معالي الأستاذ عمر مسقاوي، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو عزت سلامة، سعادة النائب عبدالكريم كبارة ممثلاً بالأستاذ سامي رضا، سعادة النائب إيهاب مطر ممثلاً بالدكتور موسى العش، سماحة مفتي عكار الشيخ الدكتور زيد بكار زكريا ممثلاً بفضيلة الشيخ خالد اسماعيل، وسعادة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلاً بالمقدم علي الأيوبي، السفير الكازخستاني في لبنان الأستاذ رسول جمالي، الملحق الثقافي في الجمهورية الأندونيسية الأستاذ أدي موليا، السفير الفلسطيني في لبنان الأستاذ أشرف دبور ممثلاً بالأستاذ مصطفى أبو حرب، عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الدكتور أحمد الأمين، وأمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان الأستاذ عزام الأيوبي ممثلا بالأستاذ محمود موسى، والمدير العام لمؤسسات أزهر البقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي وحشد من الفعاليات التربوية الاجتماعية والاقتصادية والبلدية.
بعد دخول موكب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي والعمداء والأساتذة والطلاب، استهل الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للأستاذ عبدالناصر كبارة، تلاها موسيقى النشيد الوطني ونشيد الجامعة.
بعد تقديم من عريف الاحتفال أمين سر الجامعة الأستاذ محمد حندوش، تم عرض فيلم وثائقي عن الجامعة وكلياتها وأهم مرافقها وإنجازاتها الأكاديمية والتربوية التي تحققت في العام الجامعي الماضي على مدى أربعين عاماً.

ثم ألقى رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي كلمته، حيث أكد أن “لا وجود لمشرق عربي دون حَمَلة مشعل الحضارة الإسلامية الحقيقية لا المزيفة ، تلك الحضارة الغنية بكنوزها الإيمانية الثقافية وجواهرها المعرفية العلمية وآفاقها الإنسانية العالمية ، ولا بد للمشاعل من حملة ، وهؤلاء يصنعون صناعة ربانية في ساحات التربية وميادين الجامعات ذات الرؤية الحضارية الاسلامية الرشيدة وفي طليعتها جامعة طرابلس.

وأضاف أن لا شروق جديدا لهذا الشرق بغير الوحي الذي أشرقت بنوره السماوات والأرض.

وأن من يخطط لشرق أوسط خال منا نحن المسلمين من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم وأرضاهم إنما يدلس على بقية الطوائف والمذاهب بغية تدمير الجميع والاستيلاء على مواردنا الطبيعية بعد التفريغ البشري والتفريق الحزبي والتفريخ التشويهي كما حدث ويحدث في العراق وسوريا واليمن.

ولفت إلى أنه لا حضارة حقيقية دون شمس النبوة المحمدية التي ابتكرت التعددية لأول مرة في التاريخ في دولة المدينة المنورة، وأن بلادنا التي تفجرت فيها ينابيع العقيدة والشريعة والأخلاق يفتقر إليها الغرب اليوم أكثر من حاجته لاحتياطي النفط والغاز واليورانيوم فيها.
وأن لا نهوض لبلدنا بالحقد الأسود والمذهبية البكماء والطائفية الصماء والعنصرية الحمقاء والحزبية العمياء التي تمارس كل يوم في كثير من أروقة الحكم والإدارة، فليتعلم الجميع من كوثر خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم : إنها أمانة وإنها يوم القيامة حسرة وندامة إلا من أخذها بحقها
وأضاف : نقول بالفم الملآن ومعنا العقلاء والحكماء من كل العائلات الروحية: “لا للاضطهاد الديني والمذهبي بصورة عامة، ولا لإقصاء أي مكون عن الحكم والادارة والتنمية، ولا نقبل أن يستضعفنا أحد أو يقصينا أحد أو يهمشنا أحد، أو يجردنا أحد من حقوقنا الدستورية ، فنحن أقوياء بقوة الحق وأعزة بعزة دين الله الحنيف، وأغنياء بإيماننا وحضارتنا وعلمنا، وإن استند البعض في لحظة تاريخية معاصرة إلى حق القوة فأعماه وأغواه، فإن دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة لا وجود لبلد دون شعب ولا قوام لشعب دون مؤسسات ولا مؤسسات دون مدارس وجامعات تعد إنسانا مصلحا لا مواطنا صالحا فحسب، إنسانا يؤمن بالانفتاح وحب الخير لبلده وشعبه وأمته والشراكة العادلة المتوازنة، لا إنسانا إلغائيا إقصائيا ولا تيارا أنانيا عنصريا”.
وأكد على ضرورة التعليم الديني والروحي في مساعدة الأجيال على النهوض من الواقع اليوم حيث قال: “لا تعليم دون تربية ولا تربية دون وصل الأجيال بالله تعالى، فمن لم يكن له في نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ، وقد انهارت منظومة القيم في الغرب وسرت العدوى في الشرق، فلنحفظ ما تبقى من منظومتنا التربوية والاعلامية والأسرية قبل فوات الأوان”.

ثم ألقى سماحة أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي كلمة سماحة مفتي الجمهورية الدكتور الشيخ عبد اللطيف دريان، ومما قاله:
“أشعر بالفخر وأنا في رحاب جامعة طرابلس، رحم الله الشيخ المؤسس وبارك الله بمن يحمل هذا اللواء لهذا الصرح العلمي العظيم، ونشعر أيضًا بنشوة أننا في طرابلس مدينة العلم والعلماء”.
وتوجه إلى الطلاب الخريجين والخريجات قائلاً: “افتحوا عقولكم، لا تسمحوا لأحد بأن يعطل عقلكم، لا لزعيم ولا لشيخ ولا لأحد، عقلكم هو كنزكم وقوتكم التي تملكون، وأضاف أننا بحاجة إلى تطبيقات دعوية عملية مع الناس بكل الأساليب المتاحة وأن نحتك بهم كما كان منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، منبها إلى أن الثورات تفشل عندما يكون أهل العلم في مكان وأهل الفكر في مكان ويُترك الناس لثورتهم، يموتون فيها بسبب جهلهم وبسبب استغلال أهل الظلم والطغيان لعفوية الناس.
والناس اليوم يُفتنون في دينهم بسبب الهجوم الكاسح لوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الذين يشوشون على المسلمين وعلى أهل الإيمان في إيمانهم وعلى أهل الفطرة السليمة، شبهات تثار حول سنة الرسول وحول القضايا الأخلاقية وحول تاريخ وعظماء المسلمين نحتاج إلى أن تكون حركتنا في الحياة حركة واقعية نتعاطى مع الناس بشكل مباشر، فلنملأ المساجد وليغير الدعاة من طريقة العمل الدعوي، لا ننتظر الناس حتى تأتي إلينا فلنأتِ إليهم، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، هناك فجوة كبيرة بين أهل العلم والفكر والمعرفة وبين الناس، الناس يشعرون بها أكثر منا”.

بعد ذلك، ألقى الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة كلمته، حيث عبر عن سعادته لوجوده في طرابلس وجامعتها لمشاركتها بفرحة التخرج، متمنيًا للبنان النهوض من أزمته الاقتصادية ليعود وجهه مشرقًا كما كان. حاملاً تهنئة اتحاد الجامعات العربية إلى الخريجين، ومما قاله:
“في هذه المناسبة وبعد مرور ذكرى أربعين عامًا على التأسيس، نستحضر ذكرى مؤسس الجامعة العالم الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله،كما نستحضر عمله الدؤوب في تأسيس أول جامعة في لبنان تحمل الرؤية الحضارية الإسلامية الرشيدة، ولتقوم بإعداد وتخريج العلماء والدعاة التربويين وخبراء المال والأعمال والأدباء والاقتصاديين والمفكرين ليسهموا في النهوض بمجتمعاتنا. وختم كلمته بالتوجه إلى الخريجين بالتهنئة بالتخرج مؤكدًا على ضرورة العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تدرسها جامعة طرابلس، معتبرًا أنها المسؤول الأول عن تشكيل الوعي الإنساني، لذلك فتقدم المجتمعات وتطورها ليس مرهونًا بتطورها في العلوم الطبيعية فقط، بل قد يكون لتطور هذه العلوم انعكاسات سلبية على المجتمعات الإنسانية وختم كلمته متحدثًا عن العلاقة بين التخصص الجامعي وسوق العمل المستقبلي، حيث ستختفي أكثر من 75 مليون وظيفة تقليدية، وستحل مكانها اكثر من 133 مليون وظيفة مرتبطة باقتصاد المعرفة والتكنولوجيا الحديثة”.

ثم ألقى الطالب الكازاخستاني شوخان ولي والطالبة هبة الأيوبي كلمة الخريجين والخريجات، فشكرا الجامعة على جهودها المميزة في تعليمهم كل نافع ومفيد، واستذكرا محطات من سنين الدراسة في الجامعة في جو من الألفة والمحبة والعناية والرعاية قدمتها إدارة الجامعة وأساتذتها والعاملون فيها للطلاب، فساعدوهم للوصول إلى لحظة التخرج اليوم، ثم توجهت الخريجة هبة الأيوبي بكلمة شكر ووفاء لعائلتها ولعائلات جميع الخريجين على سهرهم وتعبهم في تربية أبنائهم ليحصدوا معًا ثمار هذه اللحظة الطيبة والمباركة، أما الطالب شوخان في توجه بكلمة بلغته الأم الكازاخية إلى عائلته التي كانت تتابع البث المباشر عبر موقع الجامعة وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي شاكرًا لهم جهودهم التي أوصلته إلى التخرج والنجاح اليوم.
ثم كانت كلمة لدولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد نجيب ميقاتي ألقاها معالي وزير الداخلية القاضي بسام المولوي، حيث نقل تحيات دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتابع عن كثب الأوضاع في طرابلس، ويرسل تهنئته إلى الجامعة والخريجين والخريجات، كما أكد على الدور الحضاري المميز للبنان في المنطقة والعالم، لا سيما أنه بلد العيش المشترك ووطن الاعتدال والتسامح، ومما قاله: ” يمر لبنان بأزمة استثنائية نسعى بكل ما أوتينا من قناعة وطنية وعزم واجتهاد إلى تحويرها نحو الاستثناء الإيجابي، وها هي الحكومة تعمل بكل قدراتها وعلى رأسها دولة الرئيس نجيب ميقاتي وضمن إمكانياتها المتاحة وتحت سقف القانون والدستور الذي خطه اللبنانيون وتوافقوا عليه في الطائف ليكون مدماكًا لحفظ الكيان وتجاوز المحن، لا سيما وأننا على أبواب استحقاق كبير نسعى إلى أن يكون محطة لإعادة لبنان إلى لعب دوره العربي والدولي وتعافيه من أزماته الاقتصادية والمالية والاجتماعية”. وخاطب الخريجين والخريجات داعيًا إياهم إلى الحفاظ على لبنان موحدًا متسلحًا بالعيش المشترك ومتمسكًا بأشقائه المحبين أشقائه الخيرين الذين لم يتركوا لبنان يومًا، لأن لبنان لا يمكنه أن يعيش دون أشقائه العرب.
مؤكدًا أن طرابلس لن تكون مسرحًا لأحداث مشبوهة أو مطية لتوجيه رسائل أمنية أو سياسية، ففيحاؤنا لا تشبه عصاباتهم، ولا تخضع لحفنة من الماجورين أو ضعاف النفوس، وأنه أعطى اوامره بتعزيز الإجراءاءت الامنية في المدينة بالتنسيق بين جميع الأجهزة في المدينة وانه سيعقد اجتماعًا لمجلس الامن الداخلي المركزي لإقرار خطة أمنية مستدامة هي قيسد الإعداد ويكون من شانها أن تحفظ أمن أهلها وأحيائها.
وختم كلمته بدعوة الخريجين والخريجات إلى التحلي بالأمل والإرادة وإلى دحر اليأس وإزالة شبح الخوف على مصير الوطن والمواطنين من أذهاننا، وننطلق مع خيرة الشابات والشبان إلى بناء وطن يشبهنا بعيد عن منطق الحقد والاقتتال، وأن يطمحوا إلى أعلى مراتب العز والمجد.

وفي الختام جرى منح شهادة الدكتوراه الفخرية في الشريع والقانون لمعالي الأستاذ عمر مسقاوي، الذي ألقى كلمة استذكر فيها مسيرته في التربية والتعليم إلى جانب سماحة الشيخ المحامي محمد رشيد الميقاتي على مدى أربعة عقود.

وأخيرًا تم توزيع الشهادات على الخريجين والخريجات، والتقاط الصور التذكارية، وقد تخلل الاحتفال العديد من الفيديوهات المصورة وفاء لمسيرة سماحة الشيخ الرئيس المؤسس العالم الرباني محمد رشيد الميقاتي رحمه الله وأعلى مقامه.

شارك هذا الخبر!

أخر التويتات

أحدث المقالات

يمكنكم التواصل معنا من خلال هذا النموذج