آن أوان اليقظة من الغيبوبة الحضارية وعلى الأكاديميين أن يؤدوا أمانتهم في قيادة الأجيال الجديدة نحو نهضتها وتحررها بدلا من تخديرها وإحباطها
بدعوة من منتدى الأكاديميين الدولي لقضايا القدس حاضر الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي بعنوان الوعي الأكاديمي وصناعة الفعل التحرري بحضور نخبة كريمة من الأساتذة الجامعيين .
وقد أكد ميقاتي في كلمته على وجوب إنهاء حالة “الغياب عن الوعي” في صفوف كثير من الأكاديميين الذين ألِفوا الانسحاب من القضايا العادلة للأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين .
ثم فصّل مسارات استعادة الوعي والتمسك بالوحي الذي يصنع الهوية الحضارية وإعادة الاتصال بالمخزون الثقافي للأمة ماضيا وحاضرا وتخطيطا لمستقبل واعد بإذن الله.
وأكد أن الإحلال والاحتلال لا استمرار له على الإطلاق ، منبها إلى الأطماع في أرض فلسطين وما حولها كانت لمغانم “السمن والعسل ” كما قال بابا أوربان الثاني عام ١٠٩٥ في إطلاقه الحملة الأولى من الحروب الصليبية ، وصارت أطماع الدول الكبرى الآن في ” النفط والغاز “على شواطىء المتوسط من سوريا إلى غزة مرورا بلبنان .
وعرض لتجارب معاصرة في إيرلندا وفرنسا وجنوب أفريقيا للتحرر من الاحتلال والعدوان .
كما لفت إلى أن المواجهة الآن هي مع حلف المغضوب عليهم والضالين في وجه الذين أنعم الله عليهم ، لكن المفارقة أن شعوبا كثيرة غير مسلمة تناصر اليوم بجماهيرها الهدارة قضية فلسطين في الوقت الذي يروّج فيه بعض العرب من المسلمين للتطبيع الكامل مع العدو والتبرع له بالأرض المقدسة !!
مؤكدا على وجوب قيام الأكاديميين في أداء أمانتهم في قيادة الأجيال الجديدة نحو نهضتها وتحريرها بدلا من تخديرها وإحباطها.
ودعا إلى إحياء الاهتمام بقضية فلسطين في كليات الحقوق وذلك في مواد الحريات العامة والقانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني كما دعا
إلى تنظيم حملات توعية إعلامية دائمة ومتطورة في الأساليب والإخراج لتبيان الحق الفلسطيني
ودحر الشبهات المتعلقة بالسردية الصهيونية الكاذبة .
وأوصى بتوجيه الشباب الجامعي إلى اختصاصات تكنولوجية معاصرة تخدم الأمة في الدفاع عن أجوائها وأرضها ومياهها ومقدساتها وثرواتها في وجه مطامع العدو التوسعية .
وعشية ذكرى كربلاء حذر من تكريس المزايدات باسم الحسين رضي الله عنه ، قائلا أين هو الآن لنبايعه وننهي مشهدية محاولة احتكار اسمه والانتساب إليه وتوزيع التهم على المخالفين لنهج الاحتكار المزعوم ؟
وفي الختام تم فتح باب الحوار ، ثم تقديم درع تكريمي لرئيس جامعة طرابلس باسم المنتدى من قِبل رئيسه الدكتور أسامة الأشقر والمدير الأستاذ عادل عيساوي وتوقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين.