رئيس جامعة طرابلس لبنان مشاركا في المؤتمر الدولي ” من الحرية الدينية إلى المسؤولية الدينية – بناء السلام في عالم متصارع”
بدعوة من مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وبرعاية وزارة الخارجية القطرية ، وبحضور دولي واسع ، شارك رئيس جامعة طرابلس لبنان الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي في أعمال المؤتمر الدولي الثاني بعنوان “بناء السلام في عالم متصارع : من الحرية الدينية إلى المسؤولية الدينية ” وذلك على مدى ثلاثة أيام في العاصمة القطرية الدوحة .
وفي الحلقة المخصصة عن تحديات السلام في عالم متصارع – لبنان نموذجا ، شارك كل من الوزيرين السابقين حبيب أفرام والدكتور عباس الحلبي والأب عبدو أبو كسم والدكتور محمد السماك والدكتور رأفت الميقاتي والأب جورج حبيقة .
وقد أكّد ميقاتي أن ثلاثة من رؤساء وزراء لبنان تم اغتيالهم ظلما وعدوانا لأنهم صانعو سلام في مجتمعهم ودولتهم وهم الرؤساء رياض الصلح ورشيد كرامي ورفيق الحريري ، إضافة إلى ثلة من العلماء المسلمين والساسة .
كما أكّد ميقاتي أن أكبر حدثين في القرن العشرين كانا إلغاء الخلافة الإسلامية العثمانية وزرع الكيان الاسرائيلي في قلب المشرق العربي .
وحذّر من دعم الدول الكبرى للجرائم الاسرائيلية ورغبتها الملحة في التوسع وحرصها على تهويد المسجد الأقصى الشريف ، وبيع غزة التي صمدت في وجه حرب الإبادة الظالمة ، مؤكدا انتصار الحق مهما علا الباطل على جماجم الأبرياء.
وأضاف ان مما يحفظ السلم في لبنان هو انهيار فكرة حلف الأقليات التي كان يستفيد منها النظام الأسدي الاستبدادي البائد ، مؤكدا عدم وجود مصطلح الأقليات أصلا في الفقه الإسلامي ، مهنئا بانتصار الشعب السوري وتحريره نفسه من الحكم الظالم .
كما قدّم أمثلة عملية على التعايش من تاريخ طرابلس وحاضرها ، مذكرا بما فعله الجد الأكبر السيد محمد رشيد الميقاتي من أمره أولاده بحراسة الكنائس في فتنة عام ١٨٦٠ وهو ما كان محل تقدير كبير لجهوده في درء الفتنة المستعرة آنذاك ، كما ذكّر بجهود سماحة الشيخ محمد رشيد رأفت الميقاتي رحمه الله الذي أمر بحراسة الكنائس في حرب السنتين ١٩٧٥ و١٩٧٦ وحال دون ارتكاب مذبحة كبرى في ميناء طرابلس واستباحة دماء النصارى إبان استفحال القتل على الهوية في لبنان .
كما ألمح ميقاتي إلى جهود مشاركته في تأسيس لقاء الكليات الدينية المسيحية
الإسلامية في لبنان عام ١٩٩٧ وإلى التعاون في مجالات مشتركة تربوية وإعلامية وأسرية .
وذكّر بضرورة تأسيس مجلس الشيوخ في لبنان تطبيقا لاتفاق الطائف وترسيخا للتوازنات الداخلية وعقلنة الخطاب السياسي ، داعيا إلى الإفادة من المسيرة المئوية للبنان وإجراء مراجعات شاملة بما يدرأ الفتن المتربصة بلبنان .
من جهة أخرى ، نبّه ميقاتي إلى خطورة الدعوة المطلقة إلى السلام ، دون تفريق بين سلم العزّة المأمور به وهو المبني على العدل، وسلم الهوان المنهي عنه وهو المبني على الظلم ، لافتا إلى أنه ليس من مهمة القادة الدينيين الترويج للسلام المطلق ، إنما الأمر بالعدل وإعادة الحقوق إلى أصحابها ، ودون ذلك لا سلام .
وختم بالتحذير من خطورة مقولة “علمنة الصراع” ، خاصة وأن النصوص التوراتية والتلمودية هي التي تشكل جوهر الصراع وهي التي تغطي العدوان الصهيوني على المسلمين والمسيحيين في فلسطين والمنطقة ؛ ولم تمنع مسيحية شيرين أبي عقلة ولا جنسيتها الأمريكية من أن تغتال علنا بالرصاص الإسرائيلي .
وقد قدم رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الدكتور إبراهيم النعيمي درعا تكريميا لرئيس جامعة طرابلس لمشاركته في المؤتمر .