جامعة طرابلس لبنان تحتفل بختام عامها الثاني والأربعين بتخريج دفعة جديدة من خريجي كليات الشريعة والآداب والتربية وإدارة الأعمال ومنح دكتوراه فخرية لشخصيتين من لبنان والخارج
جامعة طرابلس لبنان تحتفل بختام عامها الثاني والأربعين بتخريج دفعة جديدة من خريجي كليات الشريعة والآداب والتربية وإدارة الأعمال ومنح دكتوراه فخرية لشخصيتين من لبنان والخارج
بعون الله وتوفيقه، أقامت جامعة طرابلس لبنان احتفال ختام عامها الجامعي الثاني والأربعين بتخريج دفعة جديدة من خريجي كليات الشريعة والآداب والتربية وإدارة الأعمال وتكريم كوكبة من أهل العلم وذلك بتاريخ 4 ربيع الأنور 1446هـ الموافق له 7 أيلول 2024م
بحضور ضيف الشرف العلامة المحدث الشيخ محمد عوامة ودولة الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بمعالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى ودولة الرئيس سعد الحريري ممثلاً بالأستاذ ناصر عدرة وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان ممثلاً بأمين فتوى طرابلس فضيلة الشيخ بلال البارودي وأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي ورئيس جامعة طرابلس الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي وسماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ممثلاً بعضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الدكتور أحمد الأمين وعضوَي مجلس أمناء الجامعة الوزير عمر مسقاوي والأستاذ صلاح الدين ميقاتي والنائب اللواء أشرف ريفي ممثلاً بالأستاذ محمد كمال زيادة والنائب الدكتور إيهاب مطر ممثلاً بالأستاذ نبيل مطر ، ورئيس الهيئة العليا للإغاثة سيادة اللواء محمد خير ومدير عام الأمن العام اللواء إلياس بيسري ممثلا بالمقدم وسيم طبيعات ، ومفتي عكار فضيلة الشيخ زيد بكار زكريا ممثلاً برئيس دائرة أوقاف عكار فضيلة الشيخ مالك جديدة وهيئة العلماء المسلمين ممثلةً بفضيلة الشيخ أمير رعد وفضيلة الشيخ أحمد العمري ممثلاً الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة الدكتور كملين شعث والدكتور محمد علي ضناوي ممثلا بالأستاذ محمد السنكري وسفير دولة فلسطين الأستاذ أشرف دبور ممثلاً بالأستاذ سعيد صالح وسفير تركيا في لبنان الأستاذ علي بارش أولوصوي ممثلاً بالأستاذ تورغوت أوتش ورئيس الرابطة الثقافية رامز الفري ورئيس هيئة علماء فلسطين في لبنان الشيخ محمود صديق ورئيس مؤسسة العلامة الشيخ فيصل مولوي مالك مولوي ورئيس المركز الثقافي الإسلامي الشيخ رامي فري
وحشد من الفعالية الثقافية والتربويّة والاجتماعية والنقابيّة .
وبعد دخول موكب الرئيس والعمداء والأساتذة والخريجين والخريجات،
استهل الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم لفضيلة الشيخ محمد البيلي إمام مسجد محمد الأمين في بيروت تلاها النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، وبعد تقديم من عريف الاحتفال الأستاذ محمد حندوش تم عرض فيلم مصور عن حصاد العام الجامعي 2023-2024
ثم ألقى رئيس الجامعة البروفسور رأفت محمد رشيد الميقاتي كلمة جاء فيها : في مطلع شهر ربيع الأنور شهر مولد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم نحتفل بتخريج الدفعة السادسة والثلاثين من طلاب الجامعة وبإطلاق كتاب دليل احتياجات المجتمع اللبناني وهو ثمرة عمل علمي دؤوب بين مرصد فروض الكفاية في جامعة طرابلس وجمعية الارشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية في بيروت ومؤسسات الهيئة الإسلامية للرعاية في صيدا بالتعاون مع أكثر من (120) مؤسسة عاملة في المحافظات اللبنانية ويتضمن الدليل ما يتعلق بالأزمة المعيشية في لبنان وتصنيف الاحتياجات الاغاثية وأولوياتها والاحتياجات التنموية المستمرة وأولوياتها .
وكرر الترحيب بضيوف طرابلس وجامعتها مؤكدا أنها تستحق بجدارة أن تكون جامعة طرابلس وأنطاكيا وسائر المشرق وجامعة أكناف بيت المقدس وجامعة فلسطين المباركة في لبنان .
وإذا كان قد تم اختيار مدينة طرابلس عاصمة للثقافة العربية هذا العام ، فإن من حق جامعة طرابلس أن تتربع بعلمائها وأساتذتها وخبرائها على عرش الثقافة الحقيقة الأصيلة، فلا ثقافة عربية من غير القرآن العربي المبين، ولا ثقافة عربية من غير هدي إمام الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ولا ثقافة عربية من غير كنوز الحضارة الإسلامية فقهاً وتاريخاً وعلوماً وفنوناً وعمراناً وهي التي تعاقب على خدمتها ثلة من أهل العلم والفضل.
ويبقى السؤال: هل يحب العرب لسانهم أم لا يزال كثير منهم يمارس التبرؤ من انتمائه ولغته، والطعن في تراثه وهويته ، والعقوق لدينه وأوطانه ، وبخاصة بعدما انقضى عصر الغرق في أوحال القومية العربية الخاوية المتنكرة لدينها والتي لم تجر علينا إلا الوبال والهزائم ؟!
إننا نتساءل ماذا يتبقى من الثقافة العربية إذا تبرعنا بأولادنا للمنظومة الثقاقية الفرانكوفونية والأنجلوفونية ومنظومة الحداثة وما بعد الحداثة !؟
أم نستلقي في ثقافتنا على سرير العولمة البائسة التي أحلت الحرام وحرمت الحلال وأشاعت الفواحش الفكرية والجنسية واستباحت كل مقدس وعظمت كل مدنس ، وجندت في بلادنا كثيراً من الجمعيات والمنظمات لتبشر بدينها الجديد دين تأليه الهوى واحتقار الهدى، والتحاكم إلى الحداثيين الجدد الذين لا يرون بأساً في الفوضى الجنسية والشذوذ الجنسي والتحول الجنسي من ذكر إلى أنثى وصولاً إلى التحول النوعي من إنسان إلى كلاب أو قطط أو خنازير أو جدران !! “ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى” .
أيها الحفل الكريم ..
إننا نجدد نداءنا إلى قادة الدول العربية والإسلامية أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية الكاملة أمام الله تعالى لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة والمستمرة منذ أحد عشر شهراً كاملاً والتي بدأت تمتد للضفة الغربية ، بالتوازي مع الاغتيالات الاسرائيلية الأثيمة في لبنان جنوباً وبقاعاً .
إننا نترحم على شهدائنا الأبطال وبخاصة من نخبة الأكاديميين الذين تخرجوا من جامعتنا وعادوا إلى غزة وفلسطين بصورة عامة ليكونوا مربين ودعاة وأساتذة جامعيين وموجهين ومدراء في الأنروا .. لكن التوحش الاسرائيلي لم يستثنِ أحداً !! إنه تحالف المغضوب عليهم والضالين في وجه الذين أنعم الله عليهم برضوانه .
إننا نتوجه بالشكر والتحية لرؤساء الجامعات الأحرار حول العالم بمن فيهم رؤساء الجامعة ورئيساتها ممن تضامنوا بقوة مع فلسطين ودفعوا ثمن ذلك مناصبهم الزائلة ليكون ذلك حجة على من لا يزال يحلم بالسلام الاسرائيلي المغشوش والمفخخ .
إننا إذ نبارك لطلابنا وطالباتنا الأعزاء تخرجهم اليوم نتوجه بالشكر الجزيل لإخواني أعضاء مجلس الجامعة ومجالس الكليات وأعضاء هيئة التدريس ممن بذلوا جهودهم في صعب الظروف لأداء أمانتهم التي أؤتمنوا عليها .
ونناشد وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان المبادرة إلى تسريع البت بالطلبات المحقة للجامعة لديها وإنصاف الطلاب والخريجين مقدّرين الظروف التي مرَّت بها الوزارة سابقاً جرّاء سقوط البعض في تسليع العمل الجامعي والإساءة إليه .
ثم ألقى فضيلة الشيخ بلال البارودي كلمة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان مما قاله : إن من باب الوفاء علي أن استذكر سماحة الشيخ الوالد محمد رشيد الميقاتي وجهوده في تأسيس جامعة طرابلس في أواسط ثمانينيات القرن الماضي على الرغم من كل الظروف الصعبة التي كانت تحيط به والتي كانت تعصف بمدينة طرابلس ، فحرص على بناء صرح رباني اختار له صفوة علماء عصره ليقدم لطلاب العلم الشرعي الحنيف زبدة طيبة مباركة ويعلمهم العلم الشرعي المعتدل وحرص أن لا ينهل من المشارب الملوثة بالانحلال الأخلاقي والتعصب الديني فكان بحق مثال العالم الرباني الذي أسس للمنهج الإسلامي المعتدل في لبنان ، أذكر أنني ألقيت كلمة الخريجين في الدفعة الخامسة عشر وكنت بذرة سقاها ورعاها سماحة الشيخ واليوم وبعد سنوات طوال أقف بينكم لألقي كلمة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية وقد أثمر ذرع شيخنا الوالد رحمه الله .
وختم كلمته متوجهاً إلى الطلاب بالتوصية بالعمل بعلمهم الذي تلقوه في الجامعة لأن مسيرتهم قد بدأت الآن مزودين بكل ما يمكنهم من أداء عملهم ودعوتهم إلى الله ، مؤكدا أن جامعة طرابلس حقا تجْمعُ طرابلس وأنها تخرج عدولا ينفون عن الدين الحنيف تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
ثم ألقى ضيف الجامعة فضيلة الشيخ المحدث محمد عوامة كلمته ومما قاله: أنا اليوم شكور فخور ، شكور لوجودي بينكم اليوم في هذا الموضع الذي هيأني الله له ، وفخور بنعم الله علي التي جعلتني أهلاً لأن أكون بينكم اليوم ثم استذكر سماحة الشيخ المؤسس محمد رشيد الميقاتي رحمه الله ومما قاله عنه بأنه كان عالماً عاملاً بحق وأنه بنى صروحاً لله تعالى في أرضه وأنه يليق به وصف أمين دين الله في لبنان لأنه بجهده وعمله خرّج دعاةً إلى الله إلى مختلف أنحاء الأرض وختم كلمته بتوجيه باقة من التوصيات للطلاب الخريجين ولأساتذتهم لكي يكونوا دعاةً إلى الله بوقتهم وجهدهم وعملهم في سبيل رضوان الله تعالى .
وبعد عرض مصور لقصيدة رئيس جامعة طرابلس بعنوان “أفديك غزة ” ، ألقى نائب رئيس الجامعة الإسلامية في غزة الدكتور كمالين شعث كلمته فقال : اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى أخي العزيز الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي رئيس الجامعة الذي أتاح لي هذه الفرصة المقدرة بحضور حفل التخريج السنوي للجامعة ويحق لكم جميعاً في هذا المقام أن تفرحوا وأن تستبشروا في هذا التخريج ومن حق الخريجين أن يفرحوا بموسم الحصاد حيث يقطفون ثمرات تعبهم وجهدهم ، ويحق للمجتمع بكل مكوناته أن يفرح بهذه الكوكبة الجديدة من خريجي جامعة طرابلس العتيدة.
ثم ألقت الطالبتان أميرة النشار وآية عثمان كلمة الخريجين والخريجات ومما قالتاه : زملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات،
اليوم نحتفل بجني ثمار تعبنا، هذه اللحظة التي لطالما انتظرناها طويلًا
جاءت تحمل معها مسرّاتٍ من ثمار الجهود، بالبهجة والأمل
فَاليوم نغلق صفحة، ونفتح أخرى
نسطرها بخطوط من الآمال، أما الآن
فَساعاتٌ، طوَت ثلاثَ سنواتٍ
منكم تعلّمنا أن من يرد يستطِع
وأن الأمر لا يتعلقُ بالإمكانيات وإنما بالإرادة
منكم تعلّمنا أن نصفّقَ للخُلق قبل العلم
فَالعلم يكمّله الخلُق
منكم تعلمنا أن المعلّم متى ما كان للناس كان الناسُ له
جانبَ رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي
عمداءَ كلياتنا الأفاضل
حضرةَ الأساتذةِ والإداريين
منكم تعلمنا أن الجنود الحقيقيين ليسوا بِحمَلة الأسلحة فَحسب
رأيناكم جنودًا بلا نجومَ على الأكتاف
ولا أوسمة على الصدور
لكنّ كلَ فردٍ منكم كان مسؤولًا راعيًا….
ولا بدَّ لي في هذه اللحظة، أن أنسبَ هذا النجاحَ لمؤسسِ هذا الصرحِ الإصلاحيّ، فضيلة الشيخ المحامي محمّد رشيد الميقاتي، رحمه الله تعالى.
له~منا خالصَ الدعاء، ولكم حضرةَ الرئيسِ الشكرَ الجزيلَ على مساندتِكم لنا طيلةَ المسيرةِ الجامعية.
ولكن، في قلبي غُصةٌ تأبى إلا أن تفصحَ عن نفسِها، فمتى يحلُّ النصرُ على أهلِنا الأطهارِ في غزة؟ لئن علمتمونا العلم والأدب، فقد علمونا كيف يكون حمل الشهاداتِ الأسمى، فهم، شهداءُ القضيةِ العُظمى، وهم، طلابُ جنانِ الخُلد.
فلسطين، فلسطينُ ليستِ القضيةُ التي ندافعُ فيها عن أرضٍ ووطنٍ وشعبٍ فقط، بل هي تلكَ القضيةُ التي نستلُّ بها سيفَ الحق، لننتزِعَ بههُويتنا، أيها الحضورُ الكرام، أستحلفكم بالله أن تخصوهم بدعوةٍ خالصةٍ ترفعونها بين يدي الله علّها تمهّدُ لنا طريقًا نحو الأقصى.
وكما بدأنا بذكر الله، نختتم كلمتنا بحمده~وشكره، فالحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وختاماً، ألقى معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى كلمة دولة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي فقال : كلفني فشرفني دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي تمثيله في هذه الفعالية التي تدل على الوجه الحضاري الذي يشع من مدينة طرابلس مدينة العلم والعلماء والحكماء والكرماء والنجباء .
أما علمكم فمقرون بالحكمة وحكمتكم موسومة بالتعقل ونجابتكم موعودة في الأخلاق وهذه في المحصلة الثروة التي جلبتها طرابلس إلى لبنان ما جعلها مستحقة بأن تكون عاصمة الثقافة العربية لهذا العام ولكل الأعوام إن شاء الله ….
وقد شدد على أخطار التغريب عبر الترغيب والترهيب وذلك بقتل كل أشكال الحياة والحضارة في لبنان ، وذلك يهدف في مراميه الشيطانية البعيدة لتدمير لبنان لأن هذا لبنان قائم على الحرية والتنوع والحوار والتلاقي وعلى قيم لا يعرفها العدو ولا يعيشها ولا يمارسها ولا يريدها أصلاً .
ثم تم تكريم ضيف الشرف العلامة المحدث فضيلة الشيخ محمد عوامة ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية العالمية في علوم الحديث النبوي الشريف، وتكريم اللواء الركن محمد خير ومنحه الدكتوراه الفخرية في إدارة الأعمال الإغاثية ، وتكريم نائب رئيس الجامعة الإسلامية في غزة الأستاذ الدكتور كملين شعث وتقديم درع تكريمي لوزير الثقافة ولأمين فتوى طرابلس .
وفي الختام تم توزيع الشهادات على الخريجين والخريجات من كليات الجامعة الأربع، وتم التقاط الصور التذكارية.