رئيس جامعة طرابلس لبنان محاضرًا عن “تحرير أبنائنا من الرقّ الالكتروني ”

بدعوة من جماعة عباد الرحمن في القلمون ألقى رئيس جامعة طرابلس لبنان الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي محاضرة بعنوان : “معًا ..لتحرير أبنائنا من الرق الإلكتروني “وذلك في قاعة المحاضرات بثانوية المنار الإسلامية ، بحضور نخبة من الفاعليات التربوية والتعليمية والكشفية والشبابية يتقدمهم الأستاذان محمد شقرا ومحمد طوط ومديرة الثانوية الأستاذة دعاء الحاج محمد ومدير عام ثانوية الإصلاح الإسلامية الأستاذ محمد خالد ميقاتي .

وبعد تلاوة عطرة من القرآن الكريم ، كانت كلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ وسيم كوسا باسم جماعة عباد الرحمن .

ثم ابتدأ المحاضر كلمته بشكر الجهة الداعية لهذه الأمسية الثقافية ليلة العاشر من شهر رمضان المبارك ، مستذكرا مدرسة المنار التي درس فيها فترة وجيزة في القسم الثانوي إبان العدوان على مدينة طرابلس منذ اثنتين وأربعين سنة ، شاكرا مديرها آنذاك الأستاذ محمد طوط وأساتذتها الفضلاء .

ثم تناول قضية تنشئة الجيل على تحديد الهدف في الحياة من خلال المقولة الذهبية ” إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي” ، مؤكدا أن الأجهزة الإلكترونية هي مجرد وسائل لا غايات بذاتها وأن علينا تسخيرها لتحقيق العمران في الأرض وفق منهج الله ودون أن نضل الطريق .

وأضاف إن من الواجب تنشئة الجيل على حفظ الضروريات الخمسة الدين والنفس والعقل والنسل والمال ، مؤكدا خطورة المواقع الاكترونية التي تهدم الدين بنشر الإلحاد والشبهات ، وتهدم النفس بنشر الألعاب التي تفضي إلى الإدمان ثم الانتحار وتشجيع القتل والإرهاب ، وتهدم العقل بنشر المخدرات الإلكترونية التي لا تقل خطرا عن المخدرات المعروفة ، وتهدم العرض والنسل بنشر الفوضى الجنسية والدعارة الإلكترونية ، وتهدم المال بالقمار الإلكتروني والاستهلاك الذي لا سقف له .

وأشار إلى خطورة الإدمان الإلكتروني الذي يفضي إلى استهلاك العمر وإضاعة الوقت وتشتيت الذهن وشلل التفكير ، مؤكدا أن الإفراط والإسراف في استعمال هذه الوسائل يفضي إلى ما بات يعرف عالميا بتعفن الدماغ .

وأضاف إن خطورة ما ابتكره من تسمية “الرق الإلكتروني” تكمن في جعل الإنسان منصرفا عن ممارسة حياته الفطرية الطبيعية ومستغرقا بالعالم الافتراضي ، بما في ذلك الانغماس في التصفح العشوائي الإلكتروني و التسوق الإلكتروني والرياضة الإلكترونية والألعاب الإلكترونية التي تستحوذ على المدمنين وتصرفهم عن دراستهم وعبادتهم وأعمالهم ورياضتهم وعلاقاتهم الاجتماعية الحضورية السوية .

كما أكّد على أهمية حماية أبنائنا عبر تعميق الوازع الديني وبيان أهمية استعادة التوازن بين الغايات والوسائل ، والافادة من ايجابيات الأجهزة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي دون الانزلاق في المستنقعات الإلكترونية بزعم الانفتاح والحرية ، فالانفتاح على الضرر مهلكة حتمية كالايدز تماما ويشتمل على آثار سلبية في المجالات النفسية والعقلية والبدنيّة.

كما لفت إلى دور الوازع السلطاني المتمثل بالوالدين داخل المنزل من خلال الترغيب والترهيب ثم إدارات المدارس والنوادي الرياضية والكشفية ثم السلطات الحاكمة وذلك في مجال حماية الجيل وتوعيته وعقاب من يستدرجه الكترونياً إلى مهاوي الرذائل والتحرش الإلكتروني مرورا بالاختراقات والقرصنة الإلكترونية لابتزاز الفتيات والشباب وصولا إلى تجنيد الموساد للشباب الجامعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي .

وختم ميقاتي بضرورة العمل على تحرير الجيل من الرق الإلكتروني عبر التربية الايجابية والتدرج في انعتاقه من استيلاء الأجهزة على أوقاته وإلغاء تطبيقات إلكترونية ضارة ، وتحديد سقوف زمنية لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وتشجيع الشباب على العمل الكشفي والرياضي والمهارات الحياتية والحسابات الذهنية والافادة من منصات تعلم القرآن الكريم والعلوم النافعة لما فيه خير المجتمع وتحقيق مرضاة الله تعالى أولاً وآخرًا، ثم كان حوار ماتع وصريح مع جمهور الحاضرين .

شارك هذا الخبر!

شارك هذا الخبر!

يمكنكم التواصل معنا من خلال هذا النموذج