جامعة طرابلس تحتفل بختام العام الجامعي الواحد والأربعين وتمنح الدكتوراه الفخرية لمفتي طرابلس والشمال وأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية
بعون الله وتوفيقه
جامعة طرابلس تحتفل بختام العام الجامعي الواحد والأربعين وتمنح الدكتوراه الفخرية لمفتي طرابلس والشمال وأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية
بعون الله وتوفيقه
جامعة طرابلس تحتفل بختام العام الجامعي الواحد والأربعين وتمنح الدكتوراه الفخرية لمفتي طرابلس والشمال وأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية
بعون الله وتوفيقه، أقامت جامعة طرابلس احتفالاً بمناسبة نهاية العام الجامعي الواحد والأربعين وتخريج دفعة جديدة من طلابها في كليات الشريعة والدراسات الإسلامية والآداب والعلوم الإنسانية والتربية وإدارة الأعمال ، وذلك صباح يوم السبت 24 صفر 1445هـ الموافق له 9 أيلول 2023 بحضور دولة الرئيس الأستاذ محمد نجيب ميقاتي ممثلاً بمعالي وزير الداخلية القاضي بسام المولوي ودولة الرئيس سعد الحريري ممثلاً بالأستاذ ناصر عدرة وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بسماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام وأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي ، ومفتي البقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي ومفتي جبيل الشيخ غسان اللقيس، والنواب الدكتور بلال الحشيمي، واللواء أشرف ريفي ممثلاً بالعميد ناجي، ومدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري ممثلاً بالرائد بلال شبيب، والأستاذ فؤاد مخزومي ممثلاً بالأستاذ خضر شعراني، والدكتور إيهاب مطر ممثلاً بالأستاذ نبيل مطر، ورئيس المجلس الوطني للإعلام الأستاذ عبد الهادي محفوظ ممثَّلاً بالأستاذ إبراهيم عوض، ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، ورئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ محمد الشاتي، والنائب السابق الأستاذ مصباح الأحدب، وسفير دولة اندونيسيا هجوريان طهاري، والسفير الفلسطيني في لبنان الأستاذ أشرف دبور ممثلاً بالأستاذ محمد أبو عرب، ونقيبة المحامين في طرابلس الأستاذة ماري تيريز القوال ممثلة بعضو مجلس النقابة الأستاذ منير الحسيني .
استهل الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للشيخ عبد الناصر كبارة، والنشيد الوطني ونشيد الجامعة.
وبعد تقديم من عريف الاحتفال أمين سر الجامعة الأستاذ محمد حندوش، دخل موكب رئيس الجامعة والعمداء والأساتذة والخريجين، ثم تم عرض فيلم تعريفي عن الجامعة وأهم إنجازاتها خلال العام الجامعي الماضي.
ثم ألقى رئيس الجامعة البروفيسور رأفت محمد رشيد الميقاتي كلمة قال فيها:
يسعدنا في هذه الصبيحة المباركة أن نلتقي جميعاً في هذا العرس الأكاديمي بعد ختام واحد وأربعين عاماً من العمل الجامعي المميّز والجادّ لتخريج نخبة من المتخصصين في مجالات الشريعة الإسلامية الغراء وإدارة الأعمال والآداب والعلوم الإنسانية والتربية بأقسامها كافة.
إن هذا الصرح الأكاديمي يزداد بفضل الله تعالى ثم بثقتكم الغالية رفعةً في سماء التعليم العالي في لبنان والعالم . وقد قامت جامعتكم جامعة طرابلس بتعزيز كوادرها الأكاديمية والإدارية وتفريغ ثلة كريمة جديدة من الكفاءات المميزة في مختلف الكليات رغم ندرتها في هذا الزمن الصعب ، وقام مجلس الجامعة بتشكيل مجالس جديدة للكليات الأربعة بعد أن قام مجلس الأمناء بتعيين عميدين جديدين لكليتي التربية وإدارة الأعمال ،كما ثابرت الجامعة على التشبيك الداخلي والدولي مع كبريات الجامعات، إنْ في لبنان من خلال رابطة جامعات لبنان أو في الخارج ، وكان آخرها ما عقدته من اتفاق علمي مع جامعة الشارقة التي تحتل مراتب متقدمةً في مشرقنا العزيز وجامعتي سوسة ومونسير في تونس الخضراء وكذلك جامعة موسكو في إطار مؤتمر رؤساء الجامعات العربية الروسية الذي انعقد مؤخراً في دولة الامارات العربية المتحدة والذي نظمه اتحاد الجامعات العربية، كل ذلك في سياق التواصل الدولي ابتداء مع الجامعات الأوروبية وانتهاء بالصين التي نخرج أحد طلابها اليوم مع كوكبة من الخريجين.
وقد انطلقت بفضل الله جامعة طرابلس في مسيرة الاعتمادية الأكاديمية الخارجية ACCR وقطعت شوطاً كبيراً فيها لتكون بعد أشهر معدودات أوّل جامعة في لبنان حائزة الاعتمادية الأكاديمية في برامج الشريعة والدراسات الإسلامية وفق معايير دولية عالية الجودة وذلك على أمل أن يسري ذلك قريباً بإذن الله على الكليات الأخرى . كما أَوْلَتْ الجامعة اهتماماً كبيراً بالمسؤولية الاجتماعية ونظمت ورشات عمل دؤوبة بالتعاون مع ثلة كريمة من الخبراء وذلك لإصدار دليل احتياجات المجتمع اللبناني . وإننا نتطلع إلى قيام وزارة التربية والتعليم العالي بإنصاف الجامعة وتمكينها من أداء رسالتها النبيلة وتسريع البت الايجابي بملفاتها المكتملة وتذليل كل العوائق لما فيه خير طلابها وأساتذتنا والتعليم العالي عموماً في لبنان ، آملين من المدير العام الدكتور مازن الخطيب أن يكون عوناً لمجتمعه وبلده وأمته ، فخير الناس أنفعهم للناس.
إن بوصلتنا الفكرية تكمن في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، من ظلمات الشرك إلى أنوار توحيد الله، من ظلمات تأليه الهوى إلى أنوار اتباع الهدى، من ظلمات اليأس والقنوط إلى أنوار اليقين والانشراح، من ظلمات العلو والاستكبار في الأرض إلى أنوار القسط والعدل، من ظلمات الفساد والإفساد والزور والإلحاد إلى أنوار الصلاح والإصلاح والإرشاد والإسعاد، من ظلمات النوع الاجتماعي والجندر الموهوم والمسموم إلى أنوار الفطرة السوية السليمة، من ظلمات الدعاوى Feminism النسوية إلى أنوار الشرائع الربانية.
هذه القيم التي نبتغي غرسها في العمل الأكاديمي في كل الكليات والأقسام والتخصصات شريعة وتربية وإدارة أعمال وآداباً وعلوماً إنسانية.
لن نبيع ديننا وشريعتنا في سوق نخاستهم ولو جَوَّعنا العالم بأسره ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين )
إننا ندعو ما تبقى من سلطات في الدولة إلى التصدي بقوة الحق لهذا الانقلاب القيمي الخبيث الذي يضرب عمق المجتمع اللبناني بكل طوائفه وعائلاته الروحية ، فالأمن الأسري والثقافي والأخلاقي والتشريعي والتعليمي والإعلامي هو الأمن الحقيقي للدولة، وبدون ذلك سيقع ما تبقى من الهيكل على رؤوسنا جميعاً ، ولن يبقى نظام عام ولا آداب عامة ولا عائلة ولا مجتمع ، وهذا الغرب أمامنا في غرب وانهيار شامل .
إن أهمية الجامعة وتميزها لا تكمن في مقوماتها الأكاديمية وكوادرها ومواردها البشرية وبرامجها الالكترونية ومجلاتها البحثية وتصنيفاتها العربية والدولية فحسب ، لكن وزنها الحقيقي يكمن في الرسالة التي تحملها والقضية التي تجند المجتمع لنصرتها.
إن من أهم القضايا التي حملتها جامعة طرابلس بجدارة وامتياز والتي عُرفت بها عبر القارات الخمسة هي قضية الدفاع عن كينونة الأُسرة والحفاظ عليها وحمايتها من الإيدز الثقافي الذي تموّله جهات دولية معروفة لتدمير الإنسان وسلخه عن فطرته وأخلاقه وحضارته وأمته ، في الوقت الذي يسعى الاحتلال الاسرائيلي الغاشم إلى تكريس أكذوبة الهيكل المزعوم ونقل جميع الطقوس التلمودية إلى مدينة القدس والأقصى وهدم البيوت وتهجيز المزيد من أهل فلسطين المباركة.
بعد ذلك ألقى سماحة الشيخ محمد إمام كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان فقال: أيها السادة، أنقل بداية تحيات وتبريكات سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان حفظه الله إلى هذا الحفل الكريم البهيج والى أبنائنا وبناتنا الخريجين والخريجات، نحن اليوم في رحاب العلم وفي محراب العلم، والعلم ميّز الله به الإنسان والبشرية وهذا الصرح العريق الذي نشر العلم والنور ودأب على مواكبة المستجدات دائماً وهذا معروف من سيرة المؤسس شيخنا وأستاذنا الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله حيث حول العلم إلى الواقع. إن منظومة العلم مسؤوليتنا جميعًا، وتوجه بالتهنئة إلى الخريجين والخريجات الذين باتوا يحملون الراية من هذا الصرح الطيب المبارك راية العلم والإيمان، هذه الراية مسؤوليتنا جميعًا نسأل الله تعالى أن يوفقنا لحمل الراية وأسأل الله لنا ولكم التوفيق وأسال الله لأبنائنا وبناتنا أن ييسر دربهم وأن ييسر العلم النافع المتكامل لهم، والتحية الأخيرة للأهل الداعمين لأبنائهم وبناتهم في طريق العلم”.
ثم ألقى الطالب الأندونيسي عفواً معروف والطالبة ميرنا بارودي كلمة الخريجين والخريجات، ومما قالاه:
” إخوتي وأخواتي الخريجين، اليوم الذي لطالما انتظرناه وحلمنا به، يوم الانتقال إلى ميدان الحياة بكلّ تحدياتها، لقد قطعنا مسافةً طويلةً منذ اليوم الأول الذي اجتمعنا في هذا الحرم الجامعي، واليوم ننظر إلى المستقبل بعين التفاؤل والثقة. التقينا في هذا الصرح العلمي المتميّز، والذي كان محطة لطلاب العلم من مختلف أرجاء المعمورة وقبلة المبدعين، حيث لم يكن التعليم مقتصرٍا على الجوانب الأكاديمية فقط، بل كانت فرصة لصناعة فكر أخلاقي وروحي، تعلّمنا فيه كيفية دمج المعرفة العلمية بالقيم والأخلاق الاسلامية والانسانية السّامية، حيث العلم والدين توأمان لا يفترقان.
صحيحٌ أننا اليوم نغلق باب مرحلة دراسية لكننا نفتح أبواب المستقبل على مصراعيه، هذا هو وقت التحديات والفرص الجديدة، لقد نهلنا من معين هذه الجامعة كثيًرا من المهارات والقيم، لكن التحدي الأكبر أن نثبت أننا جاهزون للمساهمة في بناء مجتمع أفضل.
نحن كخريجين من جامعة طرابلس نحمل مسؤولية كبيرة، يجب علينا أن نكون سفراء للعلم والأخلاق في مجتمعاتنا وحول العالم، ورواد ومبادرين في ميادين متعددة لنساهم في تعزيز قيم العدالة والانسانية ومصدر الهام للأجيال القادمة وإنارة دروبها على نحو يُنقذُ الانسانية مما تعانيه إذا كنّا قُدوَةً ايجابيةً للآخَرين.
وللتاريخ نقول نحن مدينون اليوم بالشكر لهذه المؤسسة الجامعية التي احتضنت مسيرتنا وأخصّ بالشكر لرئيس الجامعة وأعضاء الهيئة الادارية والتعليمية على الجهود المباركة التي بذلوها لتصل مراكبنا إلى شواطئ النجاح.
شكرًا لكل من ساهم في تقديم المساعدة والارشاد خلال هذه السنوات، والشكر موصول لأهلنا ولدعواتِ الأمهات وعرقِ جبين الآباء ولأحبابنا الذين دعمونا طوال هذه الرحلة، فنجاحنا لم يكن ممكنا دون دعمكم وتضحياتكم.
وإذا كان من كلمة تقال ومن شهادة تسجّل، فإنّ استمرار هذه المؤسسة على هذه الروحية ضرورة كبرى ومسؤولية عظمى فلا يصون المجتمع سوى مؤسساته، ولقد أثبتت هذه الجامعة أنها حاجة وضرورة لتكمل مسيرتها الانسانية والوطنية في صناعة كوادر يسهمون في نهضة مجتمعاتهم وأوطانهم وأمتهم.
ولعلّه من باب العرفان بالجميل ورغم الغصة الكبرى أن نستحضر سماحة الشيخ المؤسس محمد رشيد الميقاتي رحمه الله تعالى وأعلى مقامه فنحن قبس من ضياء جهوده وغرسه في بستان عمله المبارك”.
ثم ألقى معالي وزير الداخلية القاضي بسام المولوي كلمة رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي فقال :
رأس الحكمة مخافة الله، وبإيمان المؤمنين ومخافة الله يستمر لبنان، ونستمر في محاربة الشذوذ لا بل نحارب كل دعوة إلى الفجور، ولن نسمح بانتشار الرذيلة بين الناس في مجتمعنا اللبناني.
إن وزارة الداخلية بالمرصاد تتصدى لكل دعوة مشبوهة هدفها هدم الأسرة والقيم الأخلاقية.
أما في الشق الاقتصادي وإنماء طرابلس والشمال فنقول: “إنه لا بد من التعاون وتضافر الجهود وتنسيقها للخروج من الأزمة الراهنة، وكلنا إيمان بمستقبل طرابلس ولبنان”.
ثم توجه إلى الخريجين قائلاً:
” أبارك لكم التخرج من هذه الجامعة العريقة وأدعوكم إلى عدم قول: وداعًا لجامعتكم بل قولوا: إلى اللقاء، فجامعتكم تحتاجكم ولبنان يحتاجكم، لذلك ننتظر منكم أن تكونوا معنا وأن تعودوا دومًا إلى وطنكم، إن لبنان يحتاجكم وطرابلس تحتاجكم لتستعيد صيتها الحقيقي، ولتعود بحق مدينة العلم والعلماء لا مدينة الفقر والفقراء”.
بعدها تم منح شهادة الدكتوراه الفخرية بناءً على قرار مجلس أمناء الجامعة لسماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ولأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي.
كما جرى تكريم مفتي جبيل الشيخ غسان اللقيس، وعميد كلية التربية السابق في جامعة طرابلس الدكتور أحمد العلمي على جهودهما بدرعين تقديريين من رئاسة الجامعة.
وفي الختام، جرى توزيع الشهادات على الخريجين والخريجات والتقاط الصور التذكارية.