جامعة طرابلس توقع اتفاقية تعاون مع دار الفتوى في طرابلس والشمال
بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة طرابلس توقع اتفاقية تعاون مع دار الفتوى في طرابلس والشمال
بعون الله وتوفيقه وقعت جامعة طرابلس ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي بروتوكول تعاون مع دار الفتوى في طرابلس والشمال ممثلة بسماحة المفتي الدكتور محمد إمام، وذلك يوم الخميس الواقع في ٢ جمادى الأولى ١٤٤٥ ه الموافق له ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٣ في دار الفتوى بطرابلس.
حضر التوقيع بالإضافة إلى سماحة مفتي طرابلس والشمال الدكتور محمد
إمام ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي الأستاذ عبدالرزاق قرحاني مستشار الرئيس نجيب ميقاتي، وأعضاء مجلس أمناء جامعة طرابلس الدكتور فواز العمر، والشيخ صلاح الدين الميقاتي، وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الدكتور أحمد الأمين والشيخ فايز سيف والدكتور منذر حمزة ورئيس دائرة الأوقاف فضيلة الشيخ بسام البستاني، ورئيس القسم الديني في دار الفتوى الشيخ فراس بلوط، وعمداء الكليات في جامعة طرابلس الدكتور عبدالجواد حمام والدكتور عمر عثمان والدكتور خالد طنبوزة الحسيني والدكتور خالد كمال الدين ومدير عام ثانوية الإصلاح الإسلامية الأستاذ محمد خالد الميقاتي، فضلاً عن أبرز خريجي الجامعة رئيس جمعية البيان الإسلامية الشيخ أحمد شعراني، ورئيس هيئة علماء فلسطين في لبنان الشيخ محمد الحاج، والشيخ أمير رعد، وحشد من الأساتذة والإداريين والفعاليات العلمية والدينية والفكرية.
استهل الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للشيخ فؤاد اسماعيل، وبعد تقديم من عريف الحفل الأستاذ محمد حندوش تم عرض فيلم تعريفي عن جامعة طرابلس وجهود مؤسسها سماحة الشيخ العالم الرباني محمد رشيد الميقاتي رحمه الله وطيب ثراه.
ثم ألقى سماحة المفتي الدكتور محمد إمام كلمة
فرحب بالحاضرين وأكد على ضرورة التعاون بين المؤسسات في زمن المحن والنكبات ، ومما قاله : ” في ظل الأزمات وفي زمن المحن تزداد لحمتنا وتقوى عزيمتنا ونتعاون ونرتقي بالعمل الإسلامي والدعوي ، إن توقيع هذه الاتفاقية من شأنه أن يؤدي إلى تطوير العمل الدعوي والفكري الإسلامي والتربوي لأن التربية هي أساس المجتمعات ، فإننا من خلال هذه الاتفاقية لا نؤسس لنهضة اليوم فقط بل نبني لأجيال المستقبل التي ستأتي من بعدنا لنترك لها مجتمعاً مزدهراً ومتطوراً وآمناً ” .
ثم ألقى رئيس جامعة طرابلس الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي كلمة جاء فيها:”في زمن الطوفان الهادر بوجه الطغيان الغادر ،تزداد الصفوف تلاحما ، والقلوب تآلفا ، والأكف تشابكا ، في وجه أمواج البلاء التي نستقبلها بالدعاء ونتقيها بالمزيد من الإعداد والتعاون والتناصر لما فيه خير العباد والبلاد” .
وأضاف “في زمن تحالف المغضوب عليهم والضالين لاستباحة دماء الذين أنعم الله عليهم ومقدساتنا في فلسطين ،
يتعزز وجوب التعاون على البر والتقوى بين مكونات المجتمع وفي طليعتها أول مؤسسة للتعليم العالي الإسلامي في لبنان المتمثلة بجامعة طرابلس ودار الفتوى في طرابلس والشمال” .
وأكد أنه “في زمن عصف الأعاصير ، تسقط كثير من الأساطير ، وعلى رأسها أسطورة الكيان الاسرائيلي الذي زعم زورا أنه لا يُهزم فإذا هو لم ينتصر إلا على أسرّة مستشفى الشفاء بغزة وفرشها ومرضاها وأجهزتها وأطفالها الرضّع وشيوخها الركع ، ومرضى أقسام الحروق والولادة وغسيل الكلى ومرضى أقسام الطوارىء والعناية الفائقة وقطع الكهرباء عن برادات الموتى والشهداء ، في حين أنه يشيع جنوده وزبانيته الفاشلين المنهزمين بالمئات كل يوم في مشهد غير مسبوق في تاريخه بحمد الله “
ونوّه بأنه “إن كان التعاون في زمن السلم واجبا فإنه في زمن الحروب أوجب ، ولئن كان التعاون الفردي هاما فإن التعاون المؤسسي هو الأهم والأدوم ، كونه ينطلق من أسس موضوعية ويُسكب في إطار روح الفريق الجماعي ، وبخاصة في زمن القوة الجامعة التي يختفي فيها الأفراد ويعلو فيها صوت التجمعات والاتحادات والتحالفات المحلية والدولية” .
وأضاف “أن القيادة العلمية الإسلامية تقوى بقوة مؤسساتها ورجالاتها ومراكز أبحاثها وترتيب أولوياتها وتنسيق موازناتها الدعوية ومساراتها الاستراتيجية ، لذلك كان التكامل بين مصانع العلماء والدعاة الربانيين في الجامعات الرصينة العريقة وفي طليعتها جامعة طرابلس ، وبين رعاة المساجد والمنابر والمحاريب وأروقة التدريس ومنابع إيفاد المدرسين الى المدارس الرسمية التي يشكل المسلمون غالبيتها الساحقة وهذه الرعاية تتمثل بدار الفتوى ودوائر الأوقاف الاسلامية ، وهكذا التعاون بين كليات الطب والمستشفيات ، وبين كليات الحقوق ودور العدل والقضاء ، وهكذا دواليك .
وتابع قائلا ” ان جامعة طرابلس تم اختيارها بالاجماع منذ أيام نائبة لرئيس رابطة جامعات لبنان والتي تضم كبرى الجامعات العريقة في لبنان ، مذكرا بشهادة
خبير اليونسكو للتربية العلامة الدكتور رشدي طعيمة رحمه الله : ان جامعة طرابلس هي وسام شرف على صدر التعليم العالي في لبنان “، مترحما على سماحة المؤسس العالم الرباني الشيخ محمد رشيد الميقاتي “.
وأضاف “لقد شهد القريب والبعيد بحمد الله بأن الجامعة رفضت أن تخوض مع الخائضين وأن تتحول الى منصة لغسيل الشهادات على غرار غسيل الأموال وللأسف ،
ورفضت أن تحول الرسالة العلمية السامية الى تجارة رخيصة ، كما رفضت أن تكون شيطانا أخرسا ، فمارست التوعية الفقهية والفكرية في زمن الصمت ، ونشّأت طلابها وخريجيها على الدعوة الإيجابية والمبادرات التي تبني ولا تخرب وتجمع ولا تفرق وتبشر ولا تنفر ” .
وختم ميقاتي بقوله ” إذا كان لكل جامعة رؤيتها ورسالتها ، فإن أولوية جامعة طرابلس التمكين لدين الله في أرضه بالحكمة والموعظة الحسنة حتى تعم أنوار الوحي كل البيوت والأسواق والمؤسسات ، وذلك لا يكون إلا بالإعداد المتقن لمن يحمل دين الله بعزة ويأخذ الكتاب بقوة , والحفاظ على أوقاف المسلمين وتثميرها على النحو الصحيح وهو ما عقدت له جامعة طرابلس مؤتمرا للشريعة والقانون منذ أكثر من عقدين من الزمن بمشاركة كبار رجالات الفقه والحقوق في لبنان ، وإنه ليسعدنا اليوم أن نوقع اتفاق تعاون مع دار الفتوى في طرابلس والشمال ممثلة بسماحة المفتي الصديق الشيخ محمد إمام الذي هو من طليعة خريجي هذه الجامعة المباركة التي خرّجت أكثر من ألفين وثلاثمائة داعية حول العالم والذي منحته الجامعة الدكتوراه الفخرية هذا العام والذي نبارك له بذلك كما ندعو له بالتوفيق في مهامه الجديدة في نيابة رئاسة المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى “.
وفي الختام جرى توقيع بروتوكول التعاون على نسختين وتبادل النسخ والتقاط الصور التذكارية للمناسبة.