الحمدُ لله واهب النعم، الـمُبدِئِ المعيدِ، والصلاة والسلام الأتمّانِ الأكملانِ على الرحمة المسداة، نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعدُ:
فإنَّنا -وبتوفيق الله تعالى- نضع بين أيدي الباحثين العدد الثاني من «المجلَّة اللبنانيّة للعلوم الإسلامِيّة» الصادرة عن كليّة الشريعة والدِّراسات الإسلامِيّة بجامعة طرابلس في لبنان.
هذا العدد الذي احتوى مجموعةً من الأبحاث العلمية الـمُحَكَّمَة أصولًا، والمجازة للنشر بعد استيفائها متطلّباتِ البحثِ العلميِّ شكلًا ومضمونًا، لتخرجَ في حلَّةٍ قشيبةٍ، تناسِبُ مضامينَ هذه الأبحاثِ الرصينةِ من جهةٍ، وتُلائمُ مستوى العمَل العلميِّ الذي التزمَتْ بهِ إدارةُ التحريرِ في المجلَّةِ مِن جِهةٍ أُخرى، وذلك حرصًا على ارتقاء مستوى البحث العلميِّ مِن حيثُ العناوينُ والمضمونُ والنتائجُ والشكلُ.
وقد تميَّزَ هذا العدد بتنوُّع الحقول المعرفيّة الإسلامِيّة التي تنتمي إليها الأبحاث، مِن علم التفسير في جانبهِ التحليليّ، إلى بِبْليوغرافيا الأبحاث التفسيريّة، إلى علمِ أصولِ الفقهِ ومنهجيّاتِ التصنيف فيه، إلى الفقه الإسلاميّ ولا سيَّما النوازل المعاصرة منه، إلى توصيف المؤسَّسات الإسلامِيّة وتكييف دورها في الواقع، إلى حقل الضوابط الفقهيّة التخصصيّة وما يتفرَّع عنها من أحكامٍ تفصيليّة.
وقد أتى البحثُ الأوَّلُ مِن هذا العدد على تحقيقِ القولِ في تفسير معنى (أصحاب الأعراف) الذين ذُكروا في القرآن الكريم في سورة الأعراف؛ إذ تعدَّدَتْ أقوالُ المفسِّرين في تحديد مَنْ هُمْ، وما الحال التي أدَّتْ بهم إلى ذلك الموقف، واستعرض البحث أدّلة المفسّرين في المسألة، وناقشَها ليخلص إلى ما يراه الأرجح وَفق نظر الباحث وما أوصله إليه الاستدلال ومناقشة الأدلة.
وتصدَّى البحث الثاني إلى دراسة أثر (مجلّة الأزهر) في الدراسات القرآنيّة، استِنادًا إلى استقراء الأبحاث المتعلّقة بمباحث علوم القرآن الكريم التي نشرت فيها، في المدة التي ترأس تحريرها محمَّد فريد وجدي، وهي مدة تقارب خمسةَ عشرَ عامًا، وقد قدَّم البحث دراسةً ببليوغرافيّةً دقيقةً لهذه الجهود والأبحاث، مع تصنيفها، وإبراز أهمّ الملاحظات عليها، وما يمكن أن يستثمر من ذلك في الدراسات القرآنيّة.
وأمّا البحث الثالث فقدْ تناوَل مناهِجَ عُلماء أصولِ الفقه في ترتيبِ الأبوابِ الأصوليَّة في مصنَّفاتهم، وعلاقة هذا الترتيب باختلاف المدارس الأصوليّة، وخصوصيَّة كلِّ مدرسة منها، فلم يكن الأمر مجرَّد تنوُّع في التأليف وتفنُّن في الترتيب، وإنّما كان امتدادًا لاختلاف الرؤية الكُلِّيَّة لعلم أصول الفقه ووجهته، وآليّة بنائه وتأصيله وتقعيد المسائل المتفرّعة.
وبوصولنا إلى البحث الرابع نقف عندَ قضيَّةٍ معاصرةٍ ذاتِ بُعْدٍ فقهيٍّ وتقنيٍّ، إذ يتكلَّم على الوصيّة بالتركة الرقميّة، والمقصود بها بيان ما تؤول إليه حسابات الفرد الإلكترونيّة عند وفاته في حال لم يوصِ بها، فيبحث في أصحابِ الحقّ في الوصول إلى حساباته على المواقع الإلكترونيّة والمنصَّات والبريد الإلكترونيّ والحسابات التي تتعلَّق بها حقوق ماليّة، ويبيِّنُ عَلاقةَ ذلكَ بحقِّ الفردِ بسرِّيَّة حياته الرقميَّة وخصوصيَّته بها، ويستَدِلُّ لهذه المسألة بالأدلّة الشرعيّة، وبتخريجها على أقرب الفروع الفقهيّة الشبيهة والمناسبة لها.
وينقلنا البحث الخامس إلى مسألة شائكة دقيقة، لها تعلُّق بعلمِ الفقه وبعلمِ الطِّبِّ، وهي قضيَّةُ حقيقةِ معنى الموت طبيًّا وطبيعيًّا، ودراسة الموت الدماغيّ وحالاته التي تقع حينَ يتوقَّف الدماغ مع بقاء بعض الوظائف في الجسم، فهل يُحَكم مع هذا بِمَوْت الشخص أو بحياته؟ وبناءً عليه هل يجوز نزع الأجهزة المساعدة لبقاء بعض وظائف الجسم مع موت الدماغ؟ كلُّ هذا يبسطه البحث ويعرض فيه آراء الفقهاء والمجامع الفقهيّة المعاصرة، مربوطةً بالدراسات الطبيّة وما توصَّلت إليه آخرُ الأبحاث المتعلِّقة بذلك.
ومع البحث السادس نحطُّ الرِّحال عند دراسةٍ توصيفيَّة وثيقةِ الصلة بالواقع، متعلِّقة بدَوْرِ مؤسساتِ دُوْرِ الفتوى في الدول الإسلامِيّة، وتكييف هذا الدَّوْر شرعيًّا وقانونيًّا، ويخصُّ البحثُ دارَ الفتوى في لبنان ويستقْصِي جوانبَ الموضوعِ المتعلِّقة بها، نظرًا لخصوصيَّة الدولة اللبنانية وخصوصيَّة طبيعةِ دار الفتوى من حيث الصلاحياتُ والاختصاصاتُ والدَّوْرُ المنوط بها، وقيامُها بمصالح المسلمين بحسب ما أُسِّسَتْ له وأُنشِئَتْ لأجله، ودراسة التشريعات والقرارات المتعلِّقَة بذلك، مع لحظِ الدَّوْر القانونيّ والاعتباريّ المهمّ الذي تضطلع به، ولا يمكن لجهةٍ أُخرى أن تقوم به.
ويُختَتَمُ العددُ بالبحث السابع الذي تناول الضوابط الفقهية المتعلِّقة بحدِّ الزِّنا، وهي ضوابطُ خَلَصَ إليها الباحثُ بعدَ استقراءِ أبوابِ الجنايات في الفقه الإسلاميّ، ليصوغ جملةً من الضَّوابط التي تنبني عليها مسائلُ كثيرةٌ تنتمي إلى هذه الأبواب، وتتفرَّع عنها، وعرض البحثُ لهذه الضوابطِ وما يُستَدَلُّ لها، ومَنْ نصَّ عليها مِنَ العلماءِ، ومثَّلَ لما يندرجُ تحتَها من أحكام، وما قد يُستَثنى منها، ورصَدَ اختلاف العلماء إن وُجِدَ.
وأخيرًا..
تنتهي رحلتُنا العلميَّة لهذا العدد، بما احتواه من جهدٍ كبيرٍ مِنَ الباحثين، وتنوُّعٍ في الموضوعات والتخصُّصات، آملين أن يضيف جديدًا في ميدان البحث العلميّ، وأن نكون قد وُفِّقنا في العناية بهذه الأبحاث وخدمتها على النحو اللائق بها، وموعدنا مع عددٍ قادمٍ بإن الله تعالى، والحمد لله بَدْءًا وخِتامًا.
مدير التحرير
أ. م. د. عبد الجواد حمام
رئيس التحرير
أ.د. رأفت محمَّد رشيد الميقاتي
الحقيقة والمكانة
People Of The Elevations
تاريخ الإرسال | 2021/06/17 | تاريخ القبول | 2021/07/14 | تاريخ النشر | 2024/12/09 |
---|
هذه الدراسة تُبرز حقيقة مَن هم أهل الأَعْراف المذكورون في سورة الأَعْراف، وذلك من خلال الإجابة عن عددٍ من الأسئلة، وتُبيِّن أنَّ أَصْحاب الأَعْراف كما وصفَتْهم السورة ليسوا مَن قَصَّرتْ بهم حسناتُهم فتساوت مع سَيِّئاتهم، وأنَّهم كذلك ليسوا أناسًا عاديّين ليصلوا إلى تلك المنزلة يوم الحشر؛ إنّما هم جماعة من الناس لهم فضلٌ وسبقٌ؛ بل يفوقون غيرَهُم مِن المؤمنين، وذلك لِما كانوا يقومون به في الدنيا مِن إرشاد الناس ومساعدتهم، حتّى أصبحوا قدوةً لغيرهم في أفعالهم وسلوكهم فأثَّروا في الناس، وأصبحَتْ حوائجُ الناس تُقضى على أيديهم، فهم نور الهداية لغيرهم، وهذه منزلةٌ أنزلَهمُ الله إيّاها؛ فإذا كانت مكانتُهم في الدنيا هكذا، فمِنَ الأَوْلى أن يبرزوا في أرض المحشر، ويهتدي بهم الناس في أشدّ الأوقات محنةً وخوفًا، والخلاف في تحديد الأَعْراف وأَصْحاب الأَعْراف أكسَبَ الموضوعَ أهميَّةً كبيرةً لأجل الوصول إلى حقيقتهم، وقد سلكتُ المنهج الاستنباطيّ لتَجْلِيَة هذا الموضوع، وكان من أهمّ النتائج لهذا البحث، أنْ ظهرَ لنا أنَّ الأَعْراف مكانٌ مرتفِع ذو منزلةٍ في أرض المحشر، يبرُزُ فيه هؤلاء الفضلاء، وأنَّ هؤلاء الفضلاء هم، من النَّبِيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، فهؤلاء جميعًا كانوا هداةً للناس يهتدون بهديهم.
الكلمات المفتاحيّة: أَصْحاب الأَعْراف – حقيقة – أرض المحشر – نور الهداية.
These individuals hold a superior position to other believers due to their exemplary actions and guidance in the worldly life. They serve as role models, fulfilling the needs of others and becoming beacons of light. This esteemed status is bestowed upon them by Allah. Given their remarkable contributions in this life, their prominence in the hereafter is well-deserved, acting as guides during the most challenging and terrifying times.
The very existence of diverse interpretations surrounding the People of the Elevations underscores the significance of this topic. The study employs a deductive approach to illuminate this concept. A key finding is that the People of the Elevations represent a highly distinguished rank in the afterlife, encompassing virtuous individuals from various categories, including prophets, the truthful, martyrs, and the righteous – all of whom served as guiding lights for others.
وأثرُها في الدِّراسات القُرْآنيَّة
on Quranic Studies
تاريخ الإرسال | 2021-5-2 | تاريخ القبول | 2021-5-20 | تاريخ النشر | 2021-7-14 |
---|
الأَزْهَرُ الشَّريفُ مُفخَرةٌ مِنْ مفاخرِ الثَّقافةِ الإسلامِيّةِ، وهو منارةٌ علمِيَّةٌ وتعليميّةٌ، لم يَقْصِرْ جهودَه على التَّعليم، بل أمدَّ الأُمَّة العَرَبِيَّة والإسلامِيّة بما يعودُ عليها بالنفعِ والاستنارةِ، وذلك مِن خلالِ نِتاجِ أقلامِ نخبةٍ ممتازةٍ مِن أعلامِ مصرَ الأَزْهَريّين وغيرِ الأَزْهَريّين، ليُنيروا الطريق ويكشفوا الشُّبُهات، فكانت مقالاتُ مَجَلَّةِ الأَزْهَرِ وبحوثُه مَهوى الأفئدةَ والعقول. وقد رغبتُ أن أذيعَ طرَفًا من فَضْل هذه المَجَلَّةِ، وأُضيءَ جانِبًا وَضيئًا مِن جهودِ العلماءِ والكُتَّاب في ظلِّ رئاسة مُحَمَّد فريد وَجْدي لِتحريرِ المَجَلَّةِ، فألقيتُ الضَّوءَ على فَضْلِ الأَزْهَرِ والمَجَلَّةِ التي غطَّتْ مساحاتٍ واسِعَةً مِنَ الثَّقافةِ الإسلامِيّةِ، وخَصَصْتُ مباحثَ عُلومِ القُرْآنِ بالدَّرسِ والبيانِ.
الكلماتُ المفتاحِيَّةُ: الأَزْهَر – مَجَلَّةُ الأَزْهَر – عُلومُ القُرْآن – الثَّقافةُ الإسلامِيّة.
A beacon of Islamic culture and scholarly pursuit, Al-Azhar Al-Sharif extends its influence beyond education. Through the works of a distinguished group of Azharite and non-Azharite Egyptian scholars, it enlightens the Arab and Islamic world, dispelling doubts and illuminating the path forward. Al-Azhar’s publications, including articles and research, find a place in the hearts and minds of readers. In this piece, I’ll explore some of the journal’s strengths, specifically during the presidency of Muhammad Farid Wajdi, highlighting the dedication of the scholars and writers who contribute. By examining this esteemed institution and its influential journal, we gain a deeper appreciation for Al-Azhar’s contributions to the vast landscape of Islamic culture, encompassing not only Qur’anic studies but a range of scholarly disciplines.
Keywords: Al-Azhar – Al-Azhar Magazine – Quranic Sciences – Islamic culture.
A Study of Approaches and Rationales
تاريخ الإرسال | 2021/04/26 | تاريخ القبول | 2021/8/24 | تاريخ النشر | 2024/12/9 |
---|
جاء البحث بعنوان: «ترتيبُ الأبوابِ وتقسيماتُها في المدوّناتَ الأُصولِيَّة وأسبابُه»، ويهدف إلى إبراز مناهج الأُصولِيّين في ترتيب الأبواب الأُصولِيَّة في مصنّفاتهم وبيان أسبابه، وقد انتظم البحث في ثلاثة مباحث وخاتمةٍ وفهارس، فالأوَّل جعلتُه لأهمية الترتيب وبيان عناية الأُصولِيّين به، والثاني لأسباب الاختلاف في الترتيب، والثالث: لبيان مناهج الأُصولِيّين في ترتيب الأبواب ومناسباتها.
وقد توصَّلْتُ فيه إلى نتائج أهمّها: أنّ ترتيب الأبواب الأُصولِيَّة من القضايا التي استرعت انتباه علماء أصول الفقه في مرحلة مبكرة؛ نظرًا لما لهذه القضيّة من أثر في استيعاب موضوعات الفن، وتقريب الوقوف على مسائله، وتيسير النظر في أبوابه، وأنّ من أبرز أسباب اختلافهم هو اختلافهم في موضوع أصول الفقه.
وأنَّ ترتيب الأبواب الأُصولِيَّة في المصَنَّفات الأُصولِيَّة جاء على ستّ طرق، تبعًا لمناهجهم في تناول موضوعاته، وهي: طريقة المتكلّمين (الشافعيّة)، وطريقة الفقهاء (الحنفيّة)، وطريقة المتأخّرين (الجامعة بين الطريقتين)، وطريقة تخريج الفروع على الأصول، وطريقة الشاطبيّ في «الموافقات»، وطريقة الأُصولِيّين المعاصرين.
وأنّ مصنّفات الطريقة الواحدة قد تختلف في ترتيب الأبواب الأُصولِيَّة، ولم يلتزم أصحابها طريقةً محدّدةً يمكن أن تكون منهجًا خاصًّا بهم أو ينسب إليهم، بل تصرُّف الأصوليّ في كتابه بتقديمٍ وتأخيرٍ لبعض الأبواب هو الأبرز، مع وجود ملامح عامّة يجتمع بها أصحاب الطريقة الواحدة.
وأنّ ترتيب الأبواب في تخريج الفروع على الأصول، وطريقة المصنّفين المعاصرين، تختلف من مصنّف لآخر في الجملة، وقد استحدث الشاطبيّ في «الموافقات» ترتيبًا مبتكرًا بما يناسب موضوعاته وأبوابه لأجل ذلك استحقّ أن يكون طريقًا خاصًّا ومستقلًّا بالنسبة لترتيب أبوابه.
الكلمات المفتاحية: ترتيب- أبواب- أصولية- مناسبة- منهج.
This research explores how fundamentalist scholars structure and categorize core principles within their legal classifications. It examines the justifications for these arrangements and the historical debates surrounding them.
Structure: The study is divided into three sections:
1. Importance of Arrangement: This section highlights the significance fundamentalists place on the organization of principles, emphasizing its impact on comprehension, thematic coherence, and ease of reference.
2. Reasons for Disagreement: This section delves into the reasons for divergent organizational approaches among scholars.
3. Classificatory Methods: This section analyzes six primary methods for structuring fundamentalist sections:
- Method of Speakers (Al-Shafii): Focuses on the theoretical underpinnings of jurisprudence.
- Method of Jurists (Al-Hanafi): Prioritizes the practical application of legal principles.
- Method of Late Scholars: Combines elements of both the “speakers” and “jurists” methods.
- Method of Externalizing Origins: Emphasizes the sources and justifications for legal principles.
- Method of Al-Shatibi in “Approvals”: A unique approach tailored to the specific themes and structure of that work.
- Method of Contemporary Scholars: Reflects the evolving approaches of modern legal scholars.
Key Findings:
– The organization of fundamentalist sections has been a subject of debate among legal scholars for centuries.
– Differences in arrangement often stem from contrasting views on the core concepts of jurisprudence.
– Even within single-method classifications, there may be variations in the order of sections. Scholars often prioritize their own presentation and sequencing preferences.
– The methods for externalizing origins and those employed by contemporary scholars exhibit more variation across different works.
– Al-Shatibi’s “Approvals” presents a groundbreaking organizational approach that merits independent consideration due to its unique thematic focus.
keywords : arrangement / organization- jurisprudential- appropriate / suitable- methodology.
تاريخ الإرسال | 2024/5/23 | تاريخ القبول | 2024/6/11 | تاريخ النشر | 2024/12/9 |
---|
تعد السريّة التقنيّة التي تحمي الوضع الرَّقميّ للفرد من الأمور التي تستدعي النظر حول الأحكام الفقهيّة للتَّرِكَة الرَّقميّة لحماية حق الفرد فيما إذا أصابه عجز أو وفاة مفاجئة، ولئلا تضيع حقوقه وحقوق ورثته من بعده بخاصة مع توليد المال عن طريق الحياة الرَّقميّة.
تأتي هذه الورقة البحثيّة لتعالج مشكلة سريّة الحياة الرَّقميّة وأهميّة الوصيّة والإيصاء بالتَّرِكَة الرَّقميّة، وهو محاولة لوضع لبنة متواضعة في سبيل توجيه النظر إلى حماية التَّرِكَة الرَّقميّة.
ومن أهم النتائج التي ظهرت من خلال الورقة أنَّ عناصر التَّرِكَة الرَّقميّة إجمالًا؛ الأصول الرَّقميّة والتطبيقات الرَّقميّة. وأنه يجب الإيصاء بالوثائق الرَّقميّة والأرقام السريّة للمنصّات التي تقابل بمال كالعملات ومنصّات التداول، لئلا تضيع حقوق الورثة، ويمكن أن يكون الإيصاء رقميًّا. وإذا كانت الوصيّة بالتَّرِكَة الرَّقميّة اختصاص ملكيّة أو تمليك منافع، فيشترط فيها ألّا تجاوز الثلث وألّا تكون لوارث إلّا بإجازة الورثة. وأما إذا كانت الوصيّة بمحتوى رقميّ غير ربحيّ، فتكون وصيّةً بحقٍّ شخصيّ.
الكلمات المفتاحيّة: الحياة الرَّقميّة-التَّرِكَة الرَّقميّة -الوصيّة- الإيصاء- الأصول الرَّقميّة- المحتوى الرَّقميّ.
The technical confidentiality protecting an individual’s digital presence necessitates a careful examination of Islamic jurisprudential provisions regarding digital inheritance. This is crucial to safeguard an individual’s rights in case of disability or sudden death, preventing the loss of their digital assets and protecting the rights of their heirs, especially considering the potential for income generation in the digital sphere.
This research paper addresses the challenges of digital life confidentiality and emphasizes the importance of wills and bequests for digital inheritance. It aims to contribute a modest foundation for directing attention towards the protection of digital legacies.
Key findings of the paper include:
- Digital inheritance primarily consists of digital assets and applications.
- It is essential to include provisions for digital documents and access credentials for monetizable platforms (e.g., cryptocurrency and trading accounts) in wills to prevent the loss of heirs’ rights. These provisions can be made digitally.
- If the will pertains to the ownership or usufruct of digital assets, it must not exceed one-third of the total estate and cannot be allocated to an heir without the approval of other heirs.
- Bequests of non-profit digital content are considered personal rights.
Keywords: Digital life – digital estate – will, bequest – digital assets – digital content.
from the Point of View of Islamic Jurisprudence (Fiqh)
تاريخ الإرسال | 2021/6/19 | تاريخ القبول | 2021/7/6 | تاريخ النشر | 2024/12/9 |
---|
يهدف البحث إلى بيان حقيقة الموت الدِّماغيّ الذي يعدُّه أكثر الأطبّاء المعاصرين نهايةً لحياة الإنسان، لكن هل توافق الفقهاء مع هذه الرؤية العلميّة أم إنَّ لهم موقفًا آخر؟ الظاهر أنَّ طبيعة الموت التي تعني مفارقة الروح للجسد، وعدم وضوح الرؤية العلميّة بعد، والحقيقة العرفيّة للموت والتي تعني توقّف النفس والقلب، مع استمرارهما في الموت الدِّماغيّ بسبب أجهزة الإنعاش والأدوية، أدّى ذلك لاختلاف الفقهاء بين موافق للرأي الطبيّ الحديث للموت، ومَن لم يكتفِ بذلك بل أكَّد أنَّه لا بدّ من توقّف القلب والنفَس بشكل نهائيّ، استنادًا إلى أنّ الإنسان حيٌّ، وهذا هو الأصل، وأنّ هذا اليقين لا يزول إلا بيقين مثله؛ لذلك لا بدّ من توقُّف جميع أجهزته عن العمل ولو كانت تعمل بشكل صوريّ، وتيّارٍ ثالثٍ توسّط بين الفريقين، ولقد توصّل الباحث إلى منطقيّة القول الأوَّل وقوّته؛ لأنّ أهل الطبّ والاختصاص هم من يقرّر ذلك، ولقد اعتمدت في مرجعيّة هذا البحث على قرارات المجامع الفقهيّة، والندوات الطبيّة، والأبحاث المعاصرة المتعلّقة بهذا الموضوع.
الكلمات المفتاحيّة: موت – دماغ – نهاية – روح – جسد.
The research investigates the alignment between the contemporary medical view of brain death as the end of life and the perspectives of Fuqahaa (Islamic legal scholars) on this issue. The concept of death presents a complex interplay between the soul and the body. Additionally, the lack of absolute clarity in the scientific understanding, and the traditional perception of death as the cessation of both soul function and heartbeat, complicate the matter. These factors contribute to the diverse opinions held by Fuqahaa.
Some Fuqahaa concur with the modern medical definition of death. Others, however, maintain that permanent cessation of both heart and soul function is necessary. They argue that life is the default state, and this certainty can only be overturned by another certainty – complete and irreversible cessation of all bodily functions.
A third group occupies a middle ground between these two positions. The researcher leans towards the logic and strength of the first opinion, acknowledging the expertise of medical professionals in determining death. The research draws upon rulings by Fiqh Councils, medical conferences, and contemporary research on brain death.
Keywords: death – brain – End – Soul – body.
قراءة في التَّوصيف والمشروعيَّة والمجال والمخاطَب
A Discussion of the Characterization, Legitimacy, Scope, and Addressee
تاريخ الإرسال | 2024/4/23 | تاريخ القبول | 2024/6/14 | تاريخ النشر | 2024/12/9 |
---|
في هذا البحثِ محاولةٌ للقراءةِ في مؤسَّسةِ دار الفتوى في الجمهوريَّة اللبنانيَّة مِن ناحيةِ وِلايتِها العامّةِ على المسلمينَ السُّنَّةِ، إذْ لَخَّصَ الباحثُ في المبحثِ الأولِ تاريخَ الاعتناءِ بالخُطَطِ الدِّينيَّةِ العامَّةِ، ومُستندَ ذلكَ التَّنظيمِ.
وكانَ المبحثُ الثاني للنَّظرِ في توصيفِ دارِ الفتوى، إذْ تَبَيَّنَ أنَّها يُمكنُ أن تُكَيَّفَ على أنَّها مجموعُ ولاياتٍ جزئيّةٍ، أو أنَّها صارتْ ذاتَ شخصيّةٍ اعتباريَّة، وانتهى الباحثُ إلى ترجيحِ أنَّ دار الفتوى تمثِّلُ وِلايةً عامَّةً مُركَّبَةً.
وفي المبحث الثَّالثِ فَتَّشَ الباحثُ عن مَصْدَرِ المشروعيَّة لِدَار الفتوى، مُتوَقِّفًا عندَ الاستدلالِ بِـاستصحاب الإذن السَّابق الحاصلِ بامتدادِ بقاءِ ولاياتٍ دينية قديمةٍ، أو الاستدلالِ بِـابتداء الإذن والتَّفويضِ الحاصلِ بعدَ ذلك.
أمَّا المبحث الرابعُ فَطَافَ حولَ حدود الطَّاعةِ لِدَارِ الفتوى، والتفريقِ بين المخاطَبِ مباشرةً والمُخاطَبِ بالخِطابِ العامِّ، مُناقِشًا مِثَالَ قَرارِ دارِ الفتوى إقفالَ المساجدِ في أثناءِ وَباءِ (كُوفِيد).
وخُتِمَ البحثُ بالمبحثِ الخامس وفيه تصنيفٌ إجماليٌّ للمخاطَبينَ بالولايةِ العامّة لدار الفتوى. وقد انتهى البحثُ إلى نتيجةٍ كُبرى مفادُها: أنَّ التَّوصيفَ العِلْمِيَّ اللَّائِقَ بِدَارِ الفتوى في لبنانَ هو أنَّها وِلايةٌ مستَقِلّة، دونَ وِلايةِ الحاكمِ العُظمى قديمًا، وفوقَ الوِلاياتِ الجُزْئِيّة، وأنَّ المَشْرُوعِيَّةَ التي حَظِيَتْ بها لا تُزاحِمُها فيها غيرُها مِن الجِهات أو الجَمْعِيَّات أو التَّيَّاراتِ الدِّينية، وأنَّ بقاءَ هذه الجامِعَةِ للمسلمينَ يحتاجُ إلى التَّجديد.
الكلمات المفتاحيّة: دار الفتوى – القضاء – الإفتاء – لبنان – الولاية – المرجعية.
This research examines the institution of Dar al-Fatwa in the Lebanese Republic, focusing on its general guardianship over Sunni Muslims. The study is structured into five main sections:
1. The first section provides a historical overview of the management of public religious affairs and the foundations of its organization.
2. The second section analyzes the characterization of Dar al-Fatwa, considering whether it can be defined as a collection of partial mandates (wilayat juze’yya), a legal entity, or, as the researcher concludes, a composite general mandate (Wilayah ‘amma murakkaba).
3. The third section investigates the sources of Dar al-Fatwa’s legitimacy, examining both the continuation of previous authorization through the extension of old religious mandates and the initiation of new authorization and subsequent delegation.
4. The fourth section explores the limits of obedience to Dar al-Fatwa, distinguishing between those directly addressed and those addressed through general discourse. This section includes a case study of Dar al-Fatwa’s decision to close mosques during the COVID-19 pandemic.
5. The final section provides a comprehensive categorization of those subject to Dar al-Fatwa’s general mandate.
Conclusion: The research concludes that Dar al-Fatwa in Lebanon is best characterized as an “independent mandate,” positioned below the historical supreme mandate (alwilaya al’uzma) of the ruler but above partial mandates. Its legitimacy is uncontested by other religious movements, associations, or parties. However, the study emphasizes that the continued relevance of this unifying institution for Muslims requires renewal.
Keywords: Dar al-Fatwa – Judiciary – Iftaa (Islamic ruling) – Lebanon – Wilayah (mandate) – Marja’iyya (religious authority).
تاريخ الإرسال | 2024/6/26 | تاريخ القبول | 2024/7/30 | تاريخ النشر | 2024/12/9 |
---|
هذا بحثٌ في بعض الضَّوابِط الفقهيّة المتعلّقة بحدّ الزِّنا مستنبطة من كتب المذاهب الإسلامِيّة المتبوعة؛ الحنفيّ، والمالكيّ، والشّافعيّ، والحنبليّ، تناولتُ فيه دراسةَ هذه الضَّوابِط وما يترتَّبُ علَيها من الفروع. وكان جُلُّ اهتمامي أن أشرح الضّابط مبيِّنًا شرح المفردات لكلّ ضابط مع بيان تأصيله من الكتاب والسُّنَّة والأدلّة الأخرى، موثِّقًا كلّ ضابط من المصادر الأصليّة في كلّ مذهب. وقد سلكت النّمط الوسط من غير اختصار مخلٍّ أو تطويل مملًّ.
واللهَ أسأل أن يجعل عملي خالصًا لوجهه الكريم، إنّه هو السّميع العليم.
الكلمات المفتاحيّة: الحدّ – الزِّنا – الضّابط – الشّهادة – الإقرار.
This research examines selected jurisprudential principles (dawābit fiqhiyyah) concerning the prescribed punishment (hadd) for adultery (zina), derived from the four main schools of Islamic jurisprudence: Hanafi, Maliki, Shafi’i, and Hanbali. The study analyzes these principles and their derivative rulings.
The primary focus has been on explaining each principle by:
- Clarifying the terminological definitions
- Establishing their foundations from the Quran and Sunnah, along with other evidences
- Documenting each principle from the original sources of each school of jurisprudence
Methodology: The methodology adopted maintains a balanced approach, avoiding both excessive brevity and unnecessary elaboration.
I ask Allah to accept this work as solely for His Noble Face, for indeed He is the All-Hearing, All-Knowing.
Keywords: prescribed punishment (hadd), adultery (zina), jurisprudential principle (dābit), testimony (shahādah), confession (iqrār).